

من “لاعب بلا ألقاب” إلى أسطورة
بعد 15 عامًا من المسيرة الاحترافية في أوروبا، حقق النجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين أخيرًا حلمه برفع أول لقب في مسيرته مع نادي توتنهام هوتسبير، بعد فوز فريقه على مانشستر يونايتد 1-0 في نهائي الدوري الأوروبي 2025 على ملعب سان ماميس الإسباني. هذه اللحظة التاريخية لم تكن مجرد تتويج لفريق، بل كانت نهاية لرحلة طويلة من الإصرار والإحباط للاعب الذي وُصف لسنوات بـ”المُجِد بلا جائزة”.
مسار مليء بالتحديات: من التشكيك إلى التميز
وُلد سون في مدينة تشنتشون الكورية عام 1992، وبدأ مسيرته في أوروبا عام 2008 مع نادي هامبورغ الألماني، حيث برز كأصغر لاعب يسجل في الدوري الألماني بعمر 18 عامًا. انتقل بعدها إلى باير ليفركوزن عام 2013، ثم إلى توتنهام عام 2015، ليصبح أغلى لاعب آسيوي في التاريخ آنذاك. وعلى الرغم من أرقامه المذهلة (173 هدفًا و101 صناعة في 454 مباراة مع توتنهام)، ظل اللقب بعيد المنال.

إخفاقات أليمة:
- نهائي دوري الأبطال 2019: خسارة أمام ليفربول.
- نهائي كأس الرابطة الإنجليزية 2015 و2021: الخروج بلا ألقاب.
- المركز الثاني في الدوري الإنجليزي 2017: قريبًا لكن غير كافٍ.
كسر اللعنة: لقب الدوري الأوروبي 2025
في 22 مايو 2025، كتب سون فصلاً جديدًا في تاريخه بتتويج توتنهام بلقب الدوري الأوروبي، وهو الأول للنادي منذ 17 عامًا. شارك سون كمُبدِّل في الدقيقة 67 بسبب تعافيه من إصابة، لكن حضوره الرمزي كقائد للفريق وحماسه في الاحتفال جسّدا روح القيادة التي يتمتع بها. بعد المباراة، قال بنبرة مليئة بالعاطفة:
“اليوم هو اليوم الذي طال انتظاره… أصبحت أسطورة توتنهام!”.
تضحيات شخصية: كرة القدم فوق كل شيء
لم يكن الطريق إلى التتويج سهلاً. كشف سون في مقابلة سابقة عن سبب تأجيله الزواج حتى اعتزاله، بناءً على نصيحة والده:
“عندما تتزوج، تصبح العائلة أولوية… أنا أريد أن تبقى كرة القدم في المقدمة”.
هذا التركيز الجريء ساعده على تجاوز الإصابات والضغوط، مثل إصابته في القدم قبل النهائي، التي كادت تبعده عن المشاركة.
لم يكن هذا اللقب مجرد انتصار لتوتنهام، بل علامة فارقة للقارة الآسيوية:
- أول قائد كوري يرفع لقبًا أوروبيًا.
- تجاوز أسطورة تشا بوم كون كأبرز لاعب آسيوي في أوروبا.
- رمز وطني: أهدى اللقب لجماهيره في كوريا، قائلًا: “هذه اللحظة لهم كما هي لي”.
ردود الفعل: من السخرية إلى التمجيد
قبل التتويج، تعرض سون لانتقادات بسبب “لعنة الألقاب”، لكن الصحافة العالمية غيّرت نبرتها بعد الفوز. علّق الإعلامي داني كيلي:
“سون لم يكن مجرد نجم، بل أحد أكثر اللاعبين إمتاعًا في الدوري الإنجليزي… هذا اللقب يخلّده في تاريخ النادي”.
أما جماهير توتنهام، فغردوا على منصات التواصل: “لن يسخر منه أحد بعد اليوم”.
خاتمة: درس في الإصرار
قصة سون هيونغ مين ليست مجرد حكاية رياضية، بل درس في التفاني والمثابرة. رغم الإخفاقات، ظل مخلصًا لفريقه، ليُثبت أن النجاح لا يُقاس دائمًا بعدد الألقاب، لكنه حين يأتي، يصبح أكثر حلاوة. كما قال بنفسه:
“الخطوة الأولى هي الأصعب… الآن يمكننا الحلم بالمزيد”.