شهدت مدينة فروتسواف البولندية توترات عنيفة مساء يوم 27 مايو 2025، عندما اشتبكت مجموعات من جماهير ناديي تشيلسي الإنجليزي وريال بيتيس الإسباني في شوارع المدينة قبل مواجهتهما في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي. بدأت الاشتباكات بالقرب من ساحة السوق القديمة، حيث تبادل المشجعون الهتافات الاستفزازية قبل أن تتصاعد الأحداث إلى مواجهات جسدية باستخدام القنابل الدخانية والأدوات الحادة، مما أدى إلى تعطيل الحركة المرورية وإغلاق المتاجر القريبة مؤقتًا .

تدخلت الشرطة البولندية بشكل عاجل لاحتواء الموقف، حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع واعتقلت عددًا من المشجعين المُتورطين. وأفادت تقارير محلية بإصابة 5 أشخاص بجروح طفيفة، بينهم شرطيان، بينما نُقل المتضررون إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وأظهرت لقطات مصورة نشرها شهود عيان على منصات التواصل الاجتماعي مشاهدَ للفوضى، بما في ذلك إلقاء الكراسي والزجاجات بين الجماهير .

يعود سبب التصعيد إلى التنافس التاريخي بين الجماهير في البطولات الأوروبية، خاصةً بعد أن أنهى تشيلسي موسمًا صعبًا في الدوري الإنجليزي، بينما يسعى بيتيس لإثبات وجوده على الساحة القارية. وقد زادت حدة التوترات بسبب القيود المفروضة على تذاكر المشجعين الزائرين، مما أدى إلى تجمُّع أعداد كبيرة خارج الاستادات دون تذاكر .

من جهتها، أدانت إدارتا الناديين الحادث، معربةً عن أسفها لتحويل الحدث الرياضي إلى ساحة للعنف. وأكدت سلطات فروتسواف أن مثل هذه الأحداث “تُلطخ سمعة المدينة كوجهة آمنة للسياحة والفعاليات الكبرى”، مشيرةً إلى تعزيز الإجراءات الأمنية استعدادًا للمباراة النهائية .

ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها involving مشجعي تشيلسي، ففي يناير 2024، شهدت محيط ملعب ستامفورد بريدج اشتباكات مماثلة قبل مباراة ضد توتنهام، أسفرت عن اعتقال 4 أشخاص . كما تُظهر سجلات الاتحادات الأوروبية أن أعمال الشغب المرتبطة ببطولات الأندية تشكل تحديًا مستمرًا، خاصةً مع زيادة حدة التنافس وتأثير الكحول في تصعيد العنف .

رغم الجهود المبذولة للحد من الظاهرة، تبقى كرة القدم مرآةً لعواطف جماهيرية جامحة، حيث يتحول التشجيع أحيانًا إلى صراع هويات. ففي تعليقات على منصات التواصل، عبّر البعض عن استيائهم: “بطولة ضعيفة لا تستحق كل هذا العنف”، بينما رأى آخرون أن “التشجيع يجب أن يبقى ضمن روح الرياضة” .